محتويات علمية

توصيات شاملة لتعزيز سلامة أنظمة الوقود وتدريب طواقم طائرة بوينج 787 لمنع تكرار الحوادث

https://youtube.com/shorts/X2wvloyzNko?si=IXE-jfgDD98DdQTl

تحطمت طائرة من طراز “بوينج 787-8 دريملاينر” تابعة للخطوط الجوية الهندية بعد لحظات من إقلاعها من مطار أحمد أباد متجهة إلى لندن. كان على متن الطائرة 242 راكبًا و12 من أفراد الطاقم. أسفر الحادث عن وفاة جميع الركاب وأفراد الطاقم تقريبًا، بالإضافة إلى مقتل ما لا يقل عن 19 شخصًا كانوا على الأرض في المنطقة السكنية التي سقطت بها الطائرة

تسلسل الأحداث الفنية:

  • بعد أقل من دقيقة من الإقلاع، فقدت الطائرة قوة الدفع في كلا المحركين بشكل مفاجئ.
  • أظهرت تسجيلات الصندوق الأسود أن مفاتيح التحكم في ضخ الوقود انتقلت من وضعية التشغيل إلى الإيقاف بفارق ثانية واحدة فقط، ما أدى لانقطاع كامل للوقود عن المحركات.
  • دار حوار مرتبك بين الطيارين في قمرة القيادة، حيث سأل أحدهم عن سبب قطع الوقود، وأجاب الآخر أنه لم يقم بذلك.
  • حاول الطاقم استعادة طاقة المحركات وإعادة مفاتيح الوقود إلى وضع التشغيل، وجرى إرسال نداء استغاثة، لكن الطائرة لم تتمكن من تجنب التحطم نتيجة فقدان الطاقة والارتفاع المنخفض.
  • اصطدمت الطائرة بمبنى سكني تابع لكلية طبية، وتحولت إلى كرة نار ضخمة، مما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا أيضًا بين سكان الحي.

نتائج التحقيقات الأولية

  • لم تتضح الجهة التي قامت بنقل مفاتيح الوقود إلى وضعية الإيقاف، ولا زال السبب النهائي قيد التحقيق.
  • تم استبعاد وجود أعطال فنية متكررة في نظام مفاتيح الوقود بعد أن قامت شركات الطيران الهندية بفحص جميع طائراتها من هذا الطراز ولم تعثر على أعطال مشابهة.
  • أصدرت هيئة الطيران المدني الهندية تعليمات عاجلة لشركات الطيران بفحص نظم قطع الوقود في جميع طائرات بوينج 787 و737، لضمان سلامتها التشغيلية.
  • بعض خبراء الطيران رجحوا فرضية الخطأ البشري، إلا أن نقابات الطيارين رفضت هذا الاستنتاج قبل اكتمال التحقيقات النهائية.

توصيات شاملة لتعزيز سلامة نظم التحكم في الوقود والمتطلبات التدريبية لطاقم بوينج 787:

أولًا: توصيات حول نظم التحكم في الوقود

  • إجراء فحص دقيق وفوري لمفاتيح وأنظمة التحكم في ضخ الوقود بجميع طائرات بوينج 787 و737، مع إلزام شركات الطيران بتقديم تقارير دورية للجهات الرقابية تؤكد سلامة الآلية وعدم وجود عيوب أو احتمالية تفعيل غير متعمد لمفاتيح قطع الوقود.
  • مراجعة تصميم المواقع والأزرار الحساسة لمفاتيح التحكم في الوقود، بحيث تُمنع إمكانية نقلها من وضعية التشغيل إلى وضعية الإيقاف بالخطأ أو عن طريق تداخل غير مقصود مع عناصر أخرى في كابينة القيادة.
  • تركيب أو تعزيز أنظمة الإنذار الصوتي والضوئي التي تنبّه الطيارين فور حدوث أي تغيير غير اعتيادي في وضعية مفاتيح الوقود أو عند اقترابها من فاصل الأمان، مع تسجيل ذلك آليا في بيانات الرحلة.
  • تحديث جداول الصيانة الوقائية، وإدراج اختبارات وظيفة ضغط وفصل مفاتيح الوقود بشكل دوري، والتأكد من عدم وجود أعطال ميكانيكية أو إلكترونية قد تتسبب في فصل الوقود عن المحركات بشكل مفاجئ.

ثانيًا: متطلبات تدريب طواقم الطيران

  • إدخال وحدات تدريبية متخصصة تلزم جميع طواقم القيادة بالتمرين العملي على التعامل الفوري مع حالات فقدان الطاقة لجميع المحركات بعد الإقلاع، وتطبيق بروتوكولات معالجة سيناريو انقطاع الوقود بشكل مفاجئ في أجهزة المحاكاة الحديثة.
  • التدريب على تقنيات القيادة الآمنة في حالات الطوارئ، خاصة في المراحل الحرجة للإقلاع والهبوط، وكيفية استعادة أنظمة الدفع بأقل وقت ممكن مع التأكيد على فعالية التواصل بين أفراد الطاقم.
  • إجراء اختبارات تقييم سريعة وغير معلنة لأداء الطيارين في التعامل مع أعطال التحكم بالوقود، لضمان تمكُّنهم من اتخاذ القرار الفعّال تحت الضغط ووفق الإجراءات المعتمدة للسلامة.
  • تعزيز ثقافة السلامة والثقة داخل الفرق الجوية، بحيث يُشجَّع جميع أفراد الطاقم على الإبلاغ عن مشكلات محتملة في نظم التحكم أو أي ظواهر غير اعتيادية دون الخوف من ارتدادات إدارية أو وظيفية.

ثالثًا: إجراءات إشرافية إضافية

  • إلزام شركات الصيانة والمصنّعين بتقديم تحديثات دورية للجهات الرقابية حول أي تغييرات أو تطويرات في برامج أو تجهيزات نظم التحكم في الوقود.
  • تشكيل لجنة فنية مستقلة لمراجعة تقارير الحوادث كافة ذات الصلة بالتحكم في الوقود، وتحليل بيانات الصناديق السوداء بشكل دوري.

 

حادث طائرة بوينج 787 الهندية شكل صدمة كبيرة لقطاع الطيران التجاري، حيث أظهر كيف يمكن لعطل بسيط أو فعل بشري أن يؤدي إلى كارثة كبيرة رغم التقدم التكنولوجي في صناعة الطيران. حتى كتابة هذا التقرير، لا تزال الأسباب الجذرية قيد الدراسة، وتواصل سلطات الطيران إصدار التعليمات والتوصيات بهدف تعزيز إجراءات السلامة في جميع أساطيل هذا الطراز حول العالم.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *