تُعد المواد اللاصقة الصناعية جزءًا أساسيًا في العديد من العمليات الإنتاجية داخل الورش والمصانع الصغيرة، بداية من صناعة الأثاث وحتى تجميع الأجزاء الإلكترونية. ورغم أنها تُستخدم بكثرة نظرًا لفعاليتها وسرعة جفافها، فإن التعامل معها دون إجراءات وقائية كافية قد يعرّض العاملين لمجموعة من المخاطر الصحية والبيئية، خاصة في الأماكن الضيقة أو سيئة التهوية.
أولًا: أنواع المواد اللاصقة الصناعية
تنقسم المواد اللاصقة الصناعية إلى عدة أنواع، أبرزها:
- اللاصقات ذات القاعدة المذيبة مثل الإيبوكسي وبعض البوليمرات قد تُضاف إليها مذيبات في بعض التطبيقات، لكنها ليست دائمًا من النوع المذيب
- اللاصقات السريعة (مثل السيانوأكريليت): تُستخدم على نطاق واسع في تجميع الأجزاء الصغيرة وتتميز بسرعة التفاعل، لكنها قد تُطلق أبخرة مهيّجة للجهاز التنفسي.
- اللاصقات ذات القاعدة المائية: أقل خطرًا نسبيًا، لكنها تحتاج وقتًا أطول للجفاف، لذلك لا تُفضّل دائمًا في العمليات السريعة.
ثانيًا: المخاطر الصحية الناتجة عن التعرض
في المصانع الصغيرة، حيث غالبًا ما تكون نظم التهوية محدودة، يمكن أن يؤدي استخدام هذه المواد إلى:
- تهيج الجلد والعينين نتيجة التلامس المباشر مع المادة أو أبخرتها.
- مشكلات تنفسية حادة أو مزمنة بسبب استنشاق المركبات العضوية المتطايرة (VOCs).
- حروق كيميائية في حالة التعرض المباشر لمواد لاصقة قوية أو مركّزة.
- التأثير على الجهاز العصبي عند التعرض المزمن لبعض المذيبات.
- قابلية الاشتعال العالية لبعض الأنواع، خاصة في الأماكن الضيقة التي لا تتوفر فيها تهوية كافية.
ثالثًا: العوامل التي تزيد من الخطورة في المصانع الصغيرة
- نقص التدريب والتوعية: غالبًا ما لا يتلقى العاملون تدريبًا كافيًا عن كيفية التعامل الآمن مع المواد الكيميائية.
- عدم وجود أدوات حماية شخصية مناسبة: كالقفازات المقاومة، أو الكمامات المزودة بمرشحات كيميائية.
- سوء التهوية: يضاعف من تركيز الأبخرة السامة في الهواء.
- التخزين غير الآمن للمواد القابلة للاشتعال.
رابعًا: التدابير الوقائية المقترحة
- التهوية الجيدة في أماكن العمل، ويفضل استخدام شفاطات محلية أو أنظمة تهوية صناعية.
- استخدام معدات الحماية الشخصية (PPE) المناسبة: كمامات كيميائية، قفازات غير منفذة، نظارات واقية.
- تدريب العاملين على قراءة الملصقات وفهم رموز السلامة الكيميائية (GHS).
- تخزين المواد في أماكن باردة وجيدة التهوية بعيدًا عن مصادر الحرارة أو الشرر.
- استخدام بدائل أكثر أمانًا كلما أمكن، مثل اللاصقات ذات القاعدة المائية أو ذات الانبعاثات المنخفضة.
خامسًا: أهمية التوعية والرقابة
في الورش والمصانع الصغيرة، لا بد من وجود حملات توعية دورية وإشراف من الجهات المختصة، لضمان تطبيق اشتراطات السلامة. كما ينبغي تشجيع هذه المصانع على اتباع نظم إدارة السلامة المهنية حتى وإن كانت مواردها محدودة.
