مقالات المجلة

الصفحة الأخيرة 49

تحويل النُّفايات الصناعية إلى وقود هيدروجيني نظيف

مقدمة:

يُعتَبر إنتاج الهيدروجين من النُّفايات الصناعية خطوةً مبتكرةً نحو تعزيز السلامة البيئيَّة، ومن خلال تحويل النُّفايات إلى مصدر طاقة نظيف، نُسْهم في تقليل التلوث، وتقليص الانبعاثات الضارَّة، وهذه العمليَّات (مثل: التحلُّل الحراري، والتحليل الكهربائي)، لا تعمل فقط على توفير الهيدروجين كوقودٍ مُسْتدامٍ، بل تُسْهم أيضًا في الحفاظ على سلامة البيئة، وحمايتها من المخاطر البيئيَّة الناجمة عن النُّفايات الصناعيَّة.

إنتاج الهيدروجين من النُّفايات الصناعية، ودوره في تعزيز السلامة البيئيَّة:

لقد اكتشف باحثون من جامعة نوتنجهام أن النُّفايات الصناعية (مثل: الخراطة المعدنية، وهي حلقات معدنية تُعْتبر من النُّفايات التي تتخلَّص منها صناعة الآلات المعدنية)– يمكن تحويلها إلى هيدروجين نظيف باستخدام تقنيات متطورة، ويتمُّ تنفيذ هذه العمليات باستخدام تقنيات حديثة على مستوى (النانو)، ممَّا يُعزِّز فعالية الحفز، ويُقلِّل الحاجة إلى المعادن النادرة، ووَفْقًا لِما ذكره (توم رودن)، المؤلف المشارك للدراسة، فإنَّ تطوير أنظمة الدفع الهيدروجينية يُمثِّل خطوةً كبيرةً نحو معالجة التحديات البيئية المتعلقة بالحدِّ من انبعاثات الكربون؛ ممَّا يُعزِّز الحفاظ على السلامة البيئية في الصناعات المختلفة، خاصةً في قطاعات النقل والتصنيع.

ويتمُّ تحويل النُّفايات إلى هيدروجين عن طريق عمليَّات تعتمد على تقنيات حديثة تشمل:

عمليات تحويل النُّفايات إلى هيدروجين:

  1. التحلُّل الحراري (Pyrolysis) : في هذه العملية يتمُّ تسخين النُّفايات الصناعية إلى درجات حرارة عالية جدًّا في غياب الأكسجين، وهذا يؤدي إلى تحلُّل النُّفايات وتفكيكها، ما ينتج غازات تحتوي على الهيدروجين والكربون التي يمكن استخدامها لاحقًا كمصدرٍ للطاقة، ويُعتَبر التحلُّل الحراري طريقةً فعالة من حيث الحفاظ على السلامة البيئية؛ لأنها تُقلِّل من حجم النُّفايات الملوثة، وتنتج مصادر طاقة نظيفة.
  2. إعادة التشكيل بالبخار (Steam Reforming) : يتمُّ في هذه التقنية استخدام بخار الماء لتحويل المواد الهيدروكربونيَّة (مثل: البلاستيك، أو المشتقَّات البترولية في النُّفايات) إلى هيدروجين، وغازات أخرى قابلة للاحتراق، وتُسْهم هذه العملية في معالجة النُّفايات بشكلٍ آمنٍ، وتحويلها إلى طاقة مفيدة؛ ممَّا يُقلِّل من التأثيرات البيئية الناجمة عن التخلُّص من النُّفايات.
  3. التحليل الكهربائي للنُّفايات العضويَّة: في هذه العملية يمكن تقسيم النُّفايات العضوية إلى مُكوِّناتها الأوليَّة باستخدام التحليل الكهربائي، ممَّا ينتج الهيدروجين بشكلٍ مباشرٍ، وتُعَدُّ هذه الطريقة من أكثر الأساليب الواعدة لإنتاج الهيدروجين؛ إذ يمكن استخدامها بشكلٍ مستدامٍ وآمنٍ، ولكنها تحتاج إلى معادن نادرة ومكلفة (مثل: البلاتين)؛ لتحفيز العملية.

ويرتبط هذا الابتكار بعدَّة جوانب من تعزيز السلامة البيئيَّة، من خلال النقاط التالية:

  • تقليل التلوُّث: عَبْر تحويل النُّفايات إلى طاقة نظيفة يتمُّ تقليل الحاجة إلى التخلُّص منها بطرق تقليدية قد تضرُّ بسلامة البيئة؛ مثل: الحرق، أو دفن النُّفايات.
  • تقليل انبعاثات الكربون: الهيدروجين المُنْـتَج من النُّفايات الصناعية يمكن أن يُسْتخدم كوقود نظيف، ما يساعد في تقليل الانبعاثات الغازية الضارَّة بسلامة البيئة، وبالتالي الحد من تأثيرات تغيُّر المناخ.
  • الاستدامة: من خلال إعادة تدوير النُّفايات، وتحويلها إلى مصادر طاقة نظيفة، يتمُّ تقليل الاعتماد على الموارد الطبيعية التقليدية؛ ما يُعزِّز سلامة استدامة الموارد، ويُسْهم في حماية سلامة البيئة.

بذلك، يُشكِّل إنتاج الهيدروجين من النُّفايات الصناعية خطوةً مهمَّةً نحو تحقيق السلامة البيئيَّة من خلال التقنيات المستدامة التي تحافظ على صحة الكوكب، وتُحسِّن من جودة الهواء والمياه.

الخاتمة:

إنَّ تحويل النُّفايات الصناعية إلى وقود هيدروجيني نظيف يُعدُّ خطوةً مهمةً نحو مستقبل مستدام، وأكثر أمانًا وسلامةً للبيئة، وتحسين إدارة سلامة الموارد، وهذه التقنية تُتِيحُ تحويل النُّفايات الصناعية إلى مصدر طاقة نظيف وفعال وأكثر سلامة؛ ممَّا يُسْهم في تقليل التلوث، وتحسين إدارة النُّفايات، كما أنه يُقلِّل من اعتمادنا على الوقود الأحفوري الذي يُسْهم بشكل كبير في انبعاثات الغازات الدفيئة والتلوث البيئي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *