مقدمة:
حوادث النفط والغاز من أكثر الحوادث الكيمائية المدمرة لكلٍّ من العمال والمنشآت، ولمَنْ هم بالقرب منهم، إنَّها تُسبِّب إصابات خطيرة، وغالبًا ما تكون مميتةً، ويمكن الوقاية منها دائمًا تقريبًا، ولسوء الحظ فإنَّ بعض شركات النفط والغاز تتجاهل عوامل السلامة، وخصوصًا لفصل الشتاء، وتُعرِّض الأشخاص الذين يجعلونها ناجحةً للخطر في أي يوم، فإنَّ مسألة الفشل في فصل الشتاء للمنشآت الصناعية كانت مشكلةً طويلة الأمد في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وفيما يلي الأمثلة المأساوية لكيفيَّة فشل الشركات في فصل الشتاء في مصانع كيميائية يمكن أن يؤدِّي إلى حوادث ضارَّة أو مميتة، فيجب تجهيز المصافي والمصانع والمرافق الأخرى التي تحتوي على مواد خطرة بشكل صحيح للسلامة في فصل الشتاء؛ لتجنُّب الإصابات الكارثية، والخسائر في الأرواح.
- حريق مكثفات الغاز لشركة للصلب في تشيسترتون، إنديانا (2001):
في عام 1992، تمَّ فصل الفرن الذي كان يعمل بغاز فرن الكوك في أحد طرفيه، ولكن تمَّ تَرْك الأنبوب في مكانه، وتمَّ تجاهله بشكل أساسي لما يقرب من عقدٍ من الزمان، وخلال ذلك الوقت تجمَّع الماء في الداخل، حيث تحوَّل تكثيف الغاز إلى مكثفات ماء وغاز سائل، وتمَّت إزالة العزل من هذا الأنبوب؛ ممَّا جعله عُرضةً لدرجات الحرارة المتجمدة، وتمَّ منع السائل الموجود بداخله من التصريف بسبب الجليد الذي تطوَّر بداخله، وعندما تجمَّدت كل المياه داخل الأنبوب في فبراير من عام 2001، توسَّعت بما يكفي لكسر صمام متصل، وهذا يعني أنَّه عندما دخل عمال مصنع الصلب لاستبدال الصمام، تمَّ رش مكثفات الغاز السائل وإشعالها، وأسفر الحريق عن مقتل عاملين، وإصابة أربعة آخرين.
التوصيات:
حتى إذا لم يكن بعض المعدات قَيْد الاستخدام النشط، فيجب مراقبتها أو تجهيزها لفصل الشتاء، أو التعامل معها بطريقة أخرى، وإلَّا فلا يزال من الممكن أن تُسبِّب مشكلات في درجات الحرارة المتجمدة.
- حريق البروبان في مصفاة (فاليرو) في دوما، تكساس (2007):
أدَّى تسريب الصمام في مصفاة إلى تراكم البروبان السائل حول بعض الأنابيب، وعندما انخفض الهواء إلى (6 درجات فهرنهايت فقط)، تجمَّد البروبان السائل حول بعض الأنابيب وكسرها، وبمجرد ذوبان الجليد، سرعان ما اشتعلت النيران في البروبان المتسرِّب؛ ممَّا أدَّى إلى إصابات وحروق خطيرة لثلاثة عمال، وترك أكثر من (50 مليون دولار) في الممتلكات المدمرة.
التوصيات:
التحقُّق والكشف عن التسريبات في الصمامات والأنابيب والتوصيلات، وخصوصًا في فصل الشتاء؛ نظرًا لتجمد السوائل، وخصوصًا القابلة للاشتعال حول بعض الأنابيب؛ ممَّا قد يؤدِّي إلى إصابات وحروق ودمار للمتلكات.
- حادث مصنع (دوبونت) للكيماويات في لابورت، تكساس (2014):
في نوفمبر 2014، فَقَدَ أربعة عمال حياتهم نتيجةً لإطلاق مادة كيميائية سامَّة في مصنع مبيدات الآفات لشركة DuPont في لابورت، تكساس، وقبل أيام من الحادث المميت، اختلط الماء مع ميركابتان الميثيل السائل في الأنابيب الخارجية، ونظرًا لأنَّ الأنابيب لم تكن محميةً بشكل صحيح من البرد، تسبَّبت درجات الحرارة المنخفضة في تكوين الخليط لهيدرات صلبة؛ ممَّا أدى إلى انسداد الأنابيب.
وعند اكتشاف الانسداد، قرَّر فريق شركة DuPont رش الماء الساخن على الأنابيب بهدف إذابة الهيدرات، وفي الوقت نفسه فَتحُوا الصمامات من الأنبوب المصاب إلى نظام أنابيب التهوية لمنع المشاكل الناجمة عن التمدُّد الحراري، وعَمِلَ العمال طوال الليل، وتوقَّفوا لأخذ قسطٍ من الراحة بعد أن لم يتمكَّنوا من إعادة تشغيل المصنع بعد محاولتهم الأوليَّة لإزالة الانسداد، وخلال هذه الاستراحة ظهرت مشكلة جديدة: كان هناك الكثير من الضغط في نظام أنابيب التهوية.
وكان نظام أنابيب التهوية في مصنع (لابورت) يواجه مشاكل لبعض الوقت، كل يوم كان على العمال الذهاب إلى داخل مبنى التصنيع لتصريف السائل من نظام أنابيب التهوية، وفي ليلة الحادث اتَّجه عاملان إلى مبنى التصنيع للقيام بذلك دون أن يُدْركا أن الانسداد قد تمَّ إزالته، وأن ميثيل ميركابتان السائل كان يستنزف الآن من الصمامات المفتوحة، وكانت الغرفة مليئةً بالبخار السام، وطلب أحد العمال المساعدة، واستجاب عاملان لنداء الاستغاثة، ولقي هؤلاء العمال الأربعة حَتْفهم.
التوصيات:
فحص الأنابيب للكشف عن الانسدادات بسبب انخفاض درجات الحرارة، وتجنُّب حدوث ضغط في نظام أنابيب التهوية بسبب الانسداد؛ ممَّا قد يؤدي إلى خلل في نظام التهوية؛ ممَّا يُسبِّب العديد من المشكلات والمخاطر على العمال والمعدات في غرف المحطة.
وقد تتضمَّن إجراءات السلامة لفصل الشتاء لمصنع كيميائي خطوات؛ مثل:
- تحديد وتدوين جميع المعدات التي يمكن أن تتعرَّض لدرجات حرارة متجمدة (حتى الأنابيب المنفصلة الموجودة حولها).
- تعديل الأنابيب والأدوات والمعدات لكي تتناسب مع الطقس البارد.
- وَضْع حواجز الرياح.
- زيادة رَصْد المناطق الحرجة.
- فحص وتحديث المعدات لتحمُّل درجات الحرارة الباردة بشكل أفضل.
- زيادة وتيرة جولات المُشغِّل خلال أشهر الشتاء.
- تدريب العمال على طرق الاستعداد لفصل الشتاء، وأفضل الممارسات.
- تثقيف العمال حول كيفية التعرُّف على المشاكل المحتملة.
- صياغة خطط حول كيفيَّة معالجة المشاكل المتعلقة بالطقس.
- إكمال جولة تفتيشيَّة كاملة للمرفق بأكمله عند اكتمال فصل الشتاء.
الخاتمة:
يجب على مُشغِّلي المصانع إنشاء قائمة مرجعية لفصل الشتاء تتضمَّن كل خطوة لإعداد منشأة للطقس البارد، ويمكن أن يساعد برنامج الشتاء الرسمي كتابيًّا في ضمان عدم تفويت أي شيء، واعتمادًا على نوع المنشأة، وانخفاض درجات الحرارة المتوقع، قد يشمل فصل الشتاء عددًا من الخطط والعمليات والإجراءات. من الناحية المثالية، ويجب أن تبدأ الاستعدادات الشتوية في أواخر الصيف، أو أوائل الخريف؛ ممَّا يتيح مُتَّسعًا من الوقت لتحديد وإصلاح أي مشاكل أو أوجه قصور محتملة.