مقالات المجلة

المخلفات الصناعية وأضرارها وطرق التخلص منها

مقدمة:

المُخلَّفات الصناعية هي إحدى المُلوِّثات البيئية التي تضرُّ سلامة الإنسان والحيوان والنبات، وللمحافظة والتقليل من تأثير المُخلَّفات الصناعية على البيئة والصحة العامَّة من الضروري أن نتبنَّى طرقًا إداريةً سليمةً، ودراسة مواقع البُنْية التحتيَّة للمشاريع.

وتشير التَّقديرات إلى أنَّ الولايات المتَّحدة وحدها تنتج ما يقرب من (7.6 مليار طن) من النُّفايات الصناعية كل عام، والنُّفايات الصناعية عدَّة أنواع، بعضها غير خطير، على سبيل المثال: نُفايات عُضْوية يمكن تحويلها إلى سماد بسهولة، ومع ذلك فإنَّ الغالبيَّة سامَّة، وتتطلَّب علاجًا متخصصًا، وتشمل المخاطر المرتبطة بالتخلُّص غير السليم من النُّفايات الصناعية ما يلي:

مخاطر مُخلَّفات المصانع، ومدى تأثيرها:

تنقسم مُخلَّفات المصانع إلى أشكال صُلْبة، وسائلة، وغازية والَّتي يمكن لتأثيراتها الخطيرة على البيئة والصحة والإنسان أن تؤثر على سلامة حياة الكائنات الحية إذا لم يتمَّ دراستها بشكل صحيح.

وتُسبِّب المُخلَّفات الصناعية العديد من المشكلات البيئية والصحية، ومنها ما يلي:

1- تُسبِّب المُخلَّفات الغازية؛ مثل: انبعاثات ثانـي أكسيد الكربون، وأول أكسيد الكربون، وأكسيدات النيتروجين والكبريت تلوُّثَ الهواء، وهذه الانبعاثات تُسْهم في ظاهرة الاحتباس الحراري؛ ممَّا يؤدِّي إلى تغير المناخ، كما يمكن أن تُسبِّب الأمراضَ التنفسيَّة؛ مثل: الربو، والتهاب القصبات الهوائية؛ ممَّا يُشكِّل خطرًا كبيرًا على سلامة الإنسان، وهذا يُقلِّل من جودة الأكسجين المتاح، ويجعل أمراض الجهاز التنفسي أكثر انتشارًا بين عامَّة السكان.

2- تُسْهم المُخلَّفات الصلبة؛ مثل: نُفَايات المواد الكيميائية، والمواد البلاستيكية في تلوث التربة، ويمكن أن تتسرَّب المواد الخطرة السامة إلى التربة؛ ممَّا يؤدي إلى تلوث وتدهور جودة التربة، وهذا يؤثر بشكلٍ كبيرٍ على المحاصيل الزراعية، والسلامة العامَّة للإنسان والحيوان أيضًا.

ويُعدُّ إلقاء كميات كبيرة من النُّفايات الصُّلبة الصناعية في مكبِّ النُّفايات أحد أسرع الطرق لتلويث الأرض، ويمكن أن يؤدي تلويث التربة داخل المكبِّ وحوله أيضًا إلى تسريب السموم إلى المياه الجوفية.

3- مشكلات الصرف الصحي والمخلفات السائلة للمصانع التي تؤدِّي إلى تلوث المياه الجوفية والأنهار والأودية؛ لأنها تحتوي على مواد كيميائية سامة؛ ممَّا يؤثر على جودة المياه التي تؤدِّي إلى تدمير مصادر الطبيعة من تسمُّم الحيوانات والنباتات والإنسان التي تعتمد على مصادر المياه.

وغالبًا ما يتمُّ إلقاء أنواع مُعيَّنة من النُّفايات الصناعية بما في ذلك النُّفايات الكيميائية (مثل: المذيبات، والأحماض، والمبيدات الحشرية)، والنُّفايات الطبيَّة الحيوية من المستشفيات بشكل غير قانونـي في البحيرات والأنهار، وهذا يُلوِّث المجاري المائية، ويسهل انتشار مُسبِّبات الأمراض.

كيف يمكن أن نتخلَّص من المُخلَّفات الصناعيَّة بطريقة سليمة؟

1- يجب على المصانع تنفيذ استراتيجيات للحدِّ من إنتاج المُخلَّفات؛ ممَّا يؤدي إلى تحسين كفاءة العمليات، والتقليل من استخدام المواد الخام غير الضرورية، وتطبيق تقنيات الإنتاج النظيف الذي يمكن أن يُقلِّل من كمية النُّفايات الناتجة عن مُخلَّفات المصانع. 

2ـ تحسين ومعالجة المُخلَّفات قبل التخلُّص منها، وتتطلَّب استخدام أنظمة معالجة المياه؛ مثل: الترسيب، والتصفية؛ لإزالة الملوثات قبل تصريفها في البيئة، كما أنه يمكن استخدام مياه الصرف الصحي للمصانع بإعادة تكريرها، والاستفادة منها، وذلك بتجميعها في برك وبحيرات مصطنعة بطريقة سليمة ومطابقة لجودة السلامة العامَّة حسَب المواصفات بحيث لا تُؤثِّر على الحياة العامة.

3ـ التخلُّص من المُخلَّفات الصلبة بشكلٍ آمنٍ ومراقبٍ؛ بحيث يتم إرسالها إلى فرنٍ درجة حرارته من (60 إلى 65 درجة مئوية)، بحيث يقتل البكتيريا الضارة من المخلفات، ومن ثَمَّ وضعها في مكان متعارف عليه كمَكبٍّ للنُّفايات، ومن ثَمَّ إرسالها بواسطة سيارة خاصة لنقل النفايات، ومن ثَمَّ غمرها في منطقة بعيدة عن السكان خوفًا من تعريضهم للخطر، ووضعها في حفر خاصة ومحصنة في الإسمنت؛ خوفًا من تسريبها إلى التربة والمياه الجوفية بطريقة آمنة وسليمة، ومطابقة للسلامة العامة؛ حيث إنَّ زراعة الصبَّار أو الصبر الشوكي حول منطقة مَكبِّ النفايات يُسْهم في الحدِّ من الخطورة، وتمنع من خطر وجود الطيور المهاجرة التي تحمل العدوى والفيروسات من المخلفات وتنقلها للناس، وكذلك فإنَّ نبات الصبَّار الشوكي طاردٌ للحشرات. 

ومن المهم أيضًا التحقُّق من التزام المنشأة الصحية بالقوانين والتشريعات البيئية لضمان عدم وجود تصرُّفات غير قانونية. 

4- يجب على ذوي الاختصاص التَّرويجُ والتوعية البيئية بين الشركات والمصانع والعاملين فيها، وتعزيز التدريب على إدارة المخلفات الصناعية، واتِّباع أفضل الممارسات التي يمكن أن تُسْهم في التقليل من الآثار البيئية الضارَّة للمصانع والشركات، كذلك سلامةُ التعامل مع مُخلَّفات المصانع يجعل هناك بيئةً آمنةً وصحيةً، وهذه أساسية للمحافظة على صحة الإنسان والحيوان والغطاء النباتي، والتخلُّص منها بشكلٍ آمنٍ يُمكِّننا من التقليل من الأثر البيئي، وتعزيز الاستدامة. 

5- لمكافحة تغيُّر المناخ، يجب أن نهدف إلى تقليل كميَّة النُّفايات المتولِّدة بشكل كبير من خلال إعادة استخدام أو إعادة تدوير المواد الموجودة، وخاصةً العناصر المصنوعة من الخشب والورق والزجاج، فمن بين (7.6 مليار طن) من النُّفايات الصناعية المنتجة سنويًّا يتمُّ حاليًا إعادة تدوير (30%) من مجاري النفايات، لكن الخبراء يفترضون أن حوالي (75%) قابلة لإعادة التدوير بالفعل.. إنَّ التدقيق في منتجات النُّفايات وفصلها وإرسالها إلى مراكز إعادة التدوير المناسبة يمكن أن يقطع شوطًا طويلًا في تقليل الضرر الذي يلحق بكوكبنا.

الخاتمة:

إنَّ التخلُّص السليم من النُّفايات الصناعية أمرٌ بالغ الأهمية لسلامة ومستقبل كوكبنا، ومع تزايد المخاوف المتعلقة بتغير المناخ يجب على كلٍّ من الأفراد والشركات القيام بواجبهم في تقليل الاستهلاك، وإعادة استخدام وتدوير النُّفايات حيثما أمكن ذلك، واختيار طرق أخلاقية وصديقة للبيئة للتخلُّص من النُّفايات.

موضوعات ذات صلة

1 تعليقات على “المخلفات الصناعية وأضرارها وطرق التخلص منها

  1. يقول علي عكاوي:

    بارك الله بجهودك استاذ خالد جعاري
    موضوع في غاية الاهمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *