السيرة الذاتية:
* دكتوراه تخصص مواد ميكانيك.
* رجل إطفاء خبرة (8 سنوات).
* رئيس فرقة علمية idée mécanique
* مؤلف كتب ومقالات، ومحكم في عدة مجلات.
المقدمة:
إنَّ التعرض لفترات طويلة للظروف المناخية القاسية يمكن أن يؤثر سلبًا على أداء رجال الإطفاء؛ حيث يتعرض رجال الإطفاء لمستويات شديدة من درجات الحرارة والرطوبة أثناء مكافحة الحرائق لفترات طويلة من الزمن.
وتعتمد القدرة على مكافحة الحرائق بشكل فعال على مدى الحفاظ على المعايير الفسيولوجية والنفسية ضمن النطاق الأمثل تحت التعرُّض المناخي الشديد، جنبًا إلى جنب مع مُعدَّات الحماية الشخصية الثقيلة.
إن رجال الإطفاء مُدرَّبون على نطاق واسع، ويتمتعون بمهارة عالية في مكافحة الحرائق، ومع ذلك عند التعرض لمستويات شديدة من العوامل المناخية على مدى فترات طويلة من الزمن تصبح مكافحة الحرائق غير فعَّالة ومستحيلة، وتقع معايير الأداء خارج النطاق الأمثل.
إنَّ رجال الإطفاء هم أفراد أساسيون في الخطوط الأمامية لإدارة الحرائق، حيث يقاتلون ويسيطرون على انتشارها باستخدام أعمال مختلفة مخططة مسبقًا، وتعتبر اللياقة البدنية والحواس التكتيكية والمهارات المعرفية والسرعة أمرًا بالغ الأهمية لنجاح العملية.
ويتأثر أداء رجال الإطفاء بشكل كبير بظروف بيئة مكان العمل؛ مثل: درجة الحرارة، والرطوبة، وحركة الهواء، وتتضمَّن مهام مكافحة الحرائق أنشطة بدنية شاقَّة على الرغم من الظروف البيئية الحارَّة والجافَّة.
وفي التحقيقات الحديثة حول أداء رجال الإطفاء، تمَّ تصنيف الظروف المناخية المحلية وَفْقًا لثلاث فئات شاملة: التأثيرات المادية، والتأثيرات المعرفية، وتأثيرات أداء المُعدَّات.
وتشمل التأثيرات المادية جميع المشاكل الصحية المرتبطة بدرجات الحرارة المرتفعة؛ مثل: الإجهاد الحراري، والجفاف، والتعب، وتشمل الظروف المناخية المحلية المساهمة: درجة الحرارة، والرطوبة، والرياح.
وفي هذا البحث سوف تتمُّ دراسة تأثير أربعة عوامل مناخية:
- الأمطار.
- الرطوبة.
- الرياح.
- الحرارة.
تأثير العوامل المناخية:
* الأمطار:
تُشكِّل الأمطار عائقًا في حوادث الإنقاذ، خاصة الحوادث المتعلقة بالكهرباء والمحروقات.
* الرطوبة:
-إنَّ مكافحة الحرائق هي مهمة تُعرِّض رجال الإطفاء دائمًا لظروف بيئية مختلفة، والتي يمكن أن تتغيَّر مع تغيرات الطقس، وقد وجدت الدراسات الحديثة حول بيئة الحرائق أنَّ هذه التغييرات يمكن أن يكون لها تأثير مباشر على معدل انتشار الحرائق.
-الرطوبة هي تركيز بخار الماء الموجود في الهواء، أو أي غازات أخرى، وهي المَعْلم الأكثر بُرُوزًا في خليط الغازات الجوية للأرض، وتؤثر أيضًا على مخاطر الحرائق، وبخار الماء هو الأخف من بين جميع الغازات الستة الموجودة في الهواء، ويحمل أعلى درجة حرارة عن طريق الارتفاع، ويحتوي المناخ على أنواع مختلفة من الرطوبة اعتمادًا على درجة الحرارة، وتنخفض الرطوبة من خط الاستواء إلى القطبين، وتزداد من الارتفاعات المنخفضة إلى المرتفعة بسبب الاختلافات في دوران الهواء الدافئ، ويتمُّ قياس الرطوبة عمومًا باستخدام مقياس الرطوبة، وهو جهاز يستشعر مستوى الرطوبة في الغلاف الجوي.
-تلعب الرطوبة دورًا حاسمًا في تحديد كيفية انتشار الحريق في منطقة معينة، فعندما يشتعل الحريق للتَّوِّ، فإنه يبدأ في الانتشار في جميع الاتجاهات، ويبدأ الحريق في توليد الحرارة والبخار؛ ممَّا يزيد من درجة الحرارة المحيطة، ويخلق تفاعلًا متسلسلًا، وعندما تكون الرطوبة النسبية منخفضةً، تهاجر القطرات الصغيرة وجزيئات البخار إلى الهواء، وتتبخَّر بسرعة، وهذا من شأنه أن يزيد من جفاف البيئة، ويسمح للحريق بالنمو والانتشار، وعلى النقيض من ذلك عندما تكون الرطوبة النسبية عالية.
* الرياح:
-إنَّ إخماد الحرائق مهمة معقدة تتضمن تحديد محيطات الحرائق، واستراتيجيات الهجوم المباشر، والهجوم الجانبي، وتتشكَّل فعالية كلٍّ من هذه الاستراتيجيات إلى حدٍّ كبيرٍ من خلال سرعة واتجاه الرياح، وتغيرات مجالها.
-إن عمليات البحث والإنقاذ تُشكِّل مسؤوليةً بالغة الأهمية تقع على عاتق رجال الإطفاء؛ حيث تؤثر الرياح بشكل مباشر على هذه العملية؛ ممَّا يؤدي إلى تغيير حركة الدخان، والغازات السامَّة، ودرجة الحرارة، وتؤدي زيادة سرعة الرياح إلى الانتشار السريع للدخان، والغازات السامَّة، والتي يمكن أن تكون قاتلةً للضحايا المحاصرين.
تأثير العوامل المناخية على أداء مكافحة الحرائق:
* الحرارة:
-إنَّ الأداء البدنـي يتأثَّر بالإجهاد الحراري الحاد؛ حيث إنَّ التعرض للحرارة يقلل من وقت التحمل، كما أنَّ القدرات الهوائية القصوى للأفراد سوف تنخفض بعد التعرض للحرارة.
-إنَّ المجهود البدنـي والتعب العضلي هما مشكلتان رئيستان تواجهان أداء رجال الإطفاء أثناء العمل بملابس واقية ثقيلة تحت حرارة عالية في مسرح الحريق، والتعرض للحرارة مع أو بدون عمل ميكانيكي يُسبِّب تغييرات كبيرة في وظيفة العضلات والأداء؛ لأنه يسرع عملية التعب، ويُقلِّل من قدرة العامل على العمل والتحمُّل الحراري.
1- التأثيرات الجسدية:
-إن مكافحة الحرائق مهمة خطيرة، فهي تتطلَّب من رجال الإطفاء التصرف بسرعة، وحَمْل معدات ثقيلة، والعمل في هياكل مشتعلة.
وللقيام بهذه العمليات، يحتاج رجال الإطفاء إلى لياقة بدنية كافية؛ حيث تؤثر العوامل البيئية (مثل: الحرارة والارتفاع) على قدرة رجال الإطفاء على الأداء.
-مع الحرارة والرطوبة يكون أداء مهمة مكافحة الحرائق أقل من الحرارة وحدها، ومع ذلك في درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة المنخفضة، يزداد عمل رجل الإطفاء على ارتفاع (1000 متر)، ويزداد أداء رجل الإطفاء مع جهاز التنفس الذاتـي، وخط الخرطوم مع الارتفاع.
– التأثيرات المعرفية:
إنَّ درجة الحرارة هي أحد العوامل المناخية الأكثر تأثيرًا على الأداء الإدراكي، ومن الواضح أن ضعف الإدراك يمكن أن يكون نتيجة لإجهاد الحرارة، وارتفاع درجة حرارة الجسم، ومع ذلك فقد تمَّ التعرف على تأثيرات إضافية لخطر التعرُّض للحرارة الشديدة أو البرد على الأداء الإدراكي.
يرتبط التعرُّض للحرارة بضعف اليقظة أو الإدراك، وقد وجد أن الإجهاد الحراري المرتبط بأعباء العمل المتزايدة يُضْعف من تركيز الانتباه.
وتُقدِّم عملية الإطفاء عددًا من الظروف القاسية والشاقَّة التي يكون فيها استخدام الوظائف الإدراكية المعقدة أمرًا ضروريًّا.
3- أداء المُعدَّات:
هناك حاجة ماسَّة لتقييم أداء مُعدَّات رجال الإطفاء في ظلِّ ظروف الحرارة الشديدة لضمان سلامتهم، وتحسين أدائهم المهني.
ويتمُّ التحقيق في أداء مُعدَّات مكافحة الحرائق قبل وأثناء مهام مكافحة الحرائق، وأثناء إطفاء الحرائق في المَرْكبات أثناء ظروف الحرارة الشديدة، وقبل اختبار هذه العوامل.
*استـراتيجيات التخفيف من التأثيرات المناخية AIS:
للتخفيف من التأثيرات السلبية للعوامل المناخية على أداء رجال الإطفاء، يمكن تنفيذ العديد من الاستراتيجيات والمبادرات تتمثَّل في ثلاثة مناهج أساسيَّة:
*الابتكارات التكنولوجية والمُعدَّات.
*برامج التدريب والتعليم.
*تنفيذ السياسات واللَّوائح.
– الابتكارات التكنولوجية والمُعدَّات:
تلعب ابتكارات التكنولوجيا والمعدات دورًا مُهمًّا في تعزيز سلامة وأداء رجال الإطفاء في الظروف المناخية القاسية، على سبيل المثال: أظهر تطوير سُتْرات التبريد المُجهَّزة بمواد تغيير الطور نتائج واعدة في تقليل درجة حرارة الجسم الأساسية، ومستويات الجهد بين رجال الإطفاء في البيئات ذات الحرارة العالية، وتسمح هذه السُّترات بإدارة الإجهاد الحراري بشكلٍ مثاليٍّ، وتحسين الفعالية التشغيلية.
1) الابتكارات التكنولوجية والمعدات
سترات التبريد
– الابتكارات التكنولوجية والمعدات (الخوذة):
تمَّ تصميم تقنية (الخوذة الذكية) لدعم رجال الإطفاء في عمليات الإنقاذ أثناء الطقس الحار، وتوفر هذه الخوذ معلومات قيِّمة عن درجة حرارة الجسم الأساسية، والإجهاد الحراري، ومؤشرات الإجهاد الحراري؛ ممَّا يُمكِّن رجال الإطفاء من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحَّتهم وسلامتهم.
الابتكارات التكنولوجية والمعدات
بالإضافة إلى التقدُّم التكنولوجي، تُشكِّل برامج التدريب والتعليم ضرورةً أساسيةً لإعداد رجال الإطفاء للتكيُّف مع تأثيرات تغير المناخ.
ومن الأهمية بمكان تزويد رجال الإطفاء بوحدات تدريبية تتناول الظروف المناخية القاسية، وتمكينهم من التعامل مع الحرائق في مختلف البيئات، وعلاوةً على ذلك ينبغي تطوير البرامج التعليمية لتثقيف رجال الإطفاء حول المخاطر المرتبطة بتغير المناخ؛ مثل: زيادة الرطوبة، وانتشار الحرائق السريع، وفقدان الرؤية.
– برامج التدريب والتعليم:
يمكن تطوير برامج تدريبية وتعليمية مُوسَّعة لرجال الإطفاء لبناء قدراتهم الفردية ووعيهم في مواجهة المواقف المناخية المتطرفة؛ مثل: موجات الحر، وحرائق الغابات، وأحداث الدخان، ويمكن أن تتضمن برامج التدريب استخدام مُعدَّات محمولة؛ مثل: أجهزة المشي ذات التأثير المنخفض لإعادة إنتاج بيئة مجهدة بالحرارة، ويمكن تطوير برامج تعليمية مجتمعية تستهدف العاملين في الهواء الطَّلْق، والمجتمع الأوسع مع الجامعات والهيئات الصحية لبناء أنظمة تعليمية تُشجِّع الاستراتيجيات التكيفية البيئية، والوعي بالتحديات المناخية.
3- تنفيذ السياسات واللوائح:
تنفيذ السياسات المفيدة – اللوائح المتأثرة: هناك المزيد من السياسات المتأثرة بالمناخ، والتي يمكن أن تفيد رجال الإطفاء؛ مثل: استعمال مواد مقاومة للحرائق؛ مما يؤدي إلى السلامة الشخصية لرجال الإطفاء، كما أن التنبُّؤات والبحث في سلوك الحرائق مع المناخ مهمٌّ.
ولابدَّ من البحث في مناطق انتقال الحرائق؛ حيث تكون ناقلات الهواء أكثر فعاليةً فيما يتعلق بعوامل؛ مثل: التضاريس، والرياح، وحجم الاشتعال.
الخاتمة:
يؤثر المناخ على استراتيجيات الوقاية والإخماد للحرائق، وتُقدِّم هذه الدراسة مراجعةً شاملةً للعوامل المناخية المهمة التي تؤثر على مكافحة الحرائق، وكيف توثر على أداء رجال الإطفاء، ويمكن أن يختلف أداء رجال الإطفاء كثيرًا بسبب أشياء كثيرة؛ مثل: مهاراتهم، وتدريبهم، ومدى صعوبة العمل، ومع ذلك يمكن للطقس أيضًا تغيير أشياء؛ مثل: مدى جودة وسرعة وأمان إطفاء الحرائق، ويمكن لأمورٍ؛ مثل: درجة الحرارة، ودرجة حرارة نقطة الندى، والرطوبة، وسرعة الرياح، وهطول الأمطار أثناء النهار أو الليل- أن تجعل من الصعب على رجال الإطفاء القيام بعملهم.