مقالات المجلة

دور التدريب في الحدِّ من حوادث وإصابات العمل

مقدمة:

إنَّ التدريب في مجال السلامة والصحة المهنية يُعدُّ الركيزة الأساسية في الحدِّ من وقوع حوادث وإصابات العمل، أو ظهور أمراض مهنية ذات علاقة بطبيعة العمل بين العاملين، والحد من الخسائر في العنصرين البشري والاقتصادي؛ حيث تعتبر حوادث العمل في المؤسسات الصناعية والخِدْمية من أكبر المشاكل التي تعانـي منها هذه المؤسسات؛ ولهذا فإنَّ تدريب العامل على كيفيَّة الأداء الصحيح لخطوات العمل، والتعرُّف على الآلات والمُعدَّات التي يستخدمها، ومعرفة مصادر الخطورة الناتجة عنها، يُسهِّل أداءه للعمل، وحمايته من مخاطر وحوادث العمل.

أهميَّة التدريب في حماية العنصر البشريِّ:

تَكْمُن أهميَّة التدريب في:

  • حماية العنصر البشري من مخاطر العمل.
  • معرفة كيفيَّة الحفاظ عليه من خلال اتِّباع البرامج التدريبية. 
  • كَوْن تجاهل حوادث العمل في المؤسسات يؤدي إلى زيادة التوتر بين الإدارة والعمال، وينعكس ذلك بصورة سلبيَّة على أداء العاملين.

وإذا ما اهتمَّت المؤسسة بالأسباب التي تؤدِّي إلى حوادث العمل، استطاع العمال أن يعملوا في جوٍّ ملائم يؤدي إلى شعور العامل بالارتياح والطُّمَأْنينة، ومن أهمِّ الوسائل الناجحة لخفض معدل الحوادث: هو التدريب، حيث يعمل التدريب على التوعية بالصحة والسلامة من خلال تزويد مُوظَّفيك بالمعرفة حول كيفيَّة تجنُّب الحوادث من خلال تحديد المخاطر المهنيَّة في مساحة عملهم، وكيفيَّة إيجاد حلول مختلفة للقضاء على تلك المخاطر كلما ظهروا بأنفسهم، وانطلاقًا من كونه:

  • يلعب دورًا إيجابيًّا في تنمية الموارد البشرية؛ مما يُسهِّل أداءها لمختلف الأعمال، بالإضافة إلى حمايتها من مخاطر وحوادث العمل.
  •  يُكْسب العامل مهارات تُمكِّنه من تأدية العمل بخطوات صحيحة تضمن سلامته، والحد من وقوع حوادث قد تؤدِّي إلى إصابات وخسائر مباشرة وغير مباشرة.
  • يُحقِّق التدريب في مجال السلامة والصحة المهنية أهدافه إذا تمَّ تصميم وإعداد البرامج التدريبية والتوعوية طبقًا للمنهج العلمي، وتحديد الاحتياجات التدريبية للفئة المستهدفة.
  •  أن تكون موضوعات البرنامج التدريبي ملائمةً للفئة المستهدفة وثقافتها، وطبيعة الأعمال التي يقومون بها، وتحديد الأخطار والأضرار الناتجة عن المواد والآلات المستخدمة في بيئة العمل، وتحليلها، والكشف عنها، وطرق الوقاية منها. 
  • يجب تنفيذ البرنامج التدريبي بواسطة خبراء محترفين، ومتابعة الأثر الناتج عنه، وتقييم البرامج وتطويرها بصفة مستمرة.

المستويات الوظيفيَّة التي يجب أن تخضع للتدريب:

 إنَّ التدريب في مجال السلامة يُعدُّ ضروريًّا لكل المستويات داخل المؤسسة، بدءًا من برامج تنمية الجوانب السلوكية للعاملين، وخاصةً في مجال التعامل مع الزملاء والرؤساء، وتقوية الاتصالات الشخصية الفعالة بينهم، وانتهاءً بالبرامج المتخصصة في مجال السلامة حسَب المستويات الوظيفية، والمسئولية الإشرافيَّة والقانونية والفنية لكلِّ فئة داخل المؤسسة.

التعيينات الجديدة: يتطلَّب جميع التعيينات الجديدة توجيهًا شاملًا للمرافق وإعدادًا، والذي يتضمَّن تدريبات على مستوى المنظمة، وتوجيهًا خاصًّا بالإدارة والوحدة، وتدريبات خاصة بالأدوار، وتقييمات للكفاءة.

إنَّ مزيجًا من التدريب والبحث الوظيفي يفيد الموظفين الجدد، فالعاملون في مجال السلامة:

  • يجب تدريبهم وتبصيرهم بالالتزامات والتشريعات القانونيَّة في مجال السلامة والصحة المهنية، وكيفيَّة دراسة أدوات الإنتاج، ومعرفة الأخطار الناتجة عنها. 
  • ويجب معرفة خطوات العمل التي يقوم بها العامل أثناء العمل، ومواطن الخطر فيها. 
  • ويجب دراسة بيئة العمل لتحديد عوامل الخطر والضرر، ووَضْع الوسائل الضرورية لتلافيها.

 أمَّا بالنسبة لمُشْرفـي العمل، فيتضمن برنامج التدريب:

    • معرفة بيئة العمل، وطبيعة العمل والعمليات الإنتاجية كافة التي يشرفون عليها.
    • معرفة الأخطار والأضرار الناتجة عن المواد والآلات المستخدمة.
    • والكشف عنها، وطرق تصحيحها، ومعرفة الطرق الصحيحة لأداء الأعمال والعمليات الإنتاجيَّة، وطرق التفتيش على أماكن العمل، والتحقُّق من نظافتها وترتيبها المناسب والصحيح.

وفيما يتعلَّق ببرامج تدريب العمال، فيجب أن تتضمَّن:

التعرُّف على طبيعة العمل، ومعرفة الآلات والأدوات والمواد المستخدمة في الإنتاج، ومدى خطورتها وضررها، ومعرفة الطرق والخطوات الصحيحة والسليمة في التعامل معها أثناء التشغيل، أو إجراء عمليات الصيانة الوقائيَّة والطارئة، والتعرف على أهمية وسائل الوقاية الخاصة بالآلات، ووسائل ومعدات الوقاية الشخصية، وطرق استعمالها.

وبالنسبة للإدارة العليا بالمؤسسة، والمَنُوط بها حماية العنصر البشري والاقتصادي بالمؤسسة يجب أن يكون لديهم: من المعارف والمعلومات عن طبيعة عمل المؤسسة والقوانين والقرارات المتعلقة بالسلامة والصحة المهنية، وعلاقتها بقانون العمل، وقوانين التأمينات الاجتماعية، والآثار المترتبة على عدم تطبيق أسس السلامة بالمؤسسة؛ قانونيًّا واجتماعيًّا ونفسيًّا وصحيًّا واقتصاديًّا. 

ومن أهمِّ الآثار الإيجابية للتدريب للحدِّ من الحوادث في أماكن العمل:

  • الحد من مُعدَّلات حوادث العمل، وزيادة إنتاجيَّة المؤسسة ونموها اقتصاديًّا. 
  • خَلْق ثقافة السلامة والأمان في مكان العمل، ورفع الرُّوح المعنوية للعاملين، الأمر الذي يؤدِّي إلى الحدِّ من وقوع الحوادث والإصابات داخل المؤسسة. 
  • الحد من ضياع ساعات العمل والإنتاج بسبب غياب العاملين أثناء فترة الإصابة، وزيادة تكاليف الرعاية الصحيَّة والعلاجيَّة، كما أنَّه في حال تعرُّض العاملين للأمراض المهنية الناتجة عن مخاطر بيئة العمل بسبب عدم تبصيرهم بالإضرار الناتجة عنها، أو ضعف منظومة تقييم مخاطر بيئة العمل.

الخاتمة:

 تتكبَّد المؤسسة خسائر مادية مباشرة وغير مباشرة، ويتأثَّر الجميع بحوادث وإصابات العمل؛ سواء كان الفرد المصاب، أو زملاءه، أو أسرته، أو المؤسسة، بعكس المؤسسات التي لديها برامج تدريب مستمرة ومتطورة في مجال السلامة والصحة المهنية، وعليه يعتبر التدريب وسيلةً استثماريةً، فهو يقوم على تحقيق مكاسب مالية تضاف إلى أرباح المؤسسة نتيجة الحد من تكاليف علاج العاملين المصابين بسبب حوادث العمل أو الأمراض المهنية، أو فقدان ساعات عمل بسبب توقُّف العمل لفتـرات زمنيَّة تؤدي إلى تكاليف كبيرة على المؤسسة؛ لذلك فإن اتِّباع تدابير السلامة والصحة المهنية والتدريب عليها يُقلِّل هذه التكاليف بصورة كبيرة.

موضوعات ذات صلة

1 تعليقات على “دور التدريب في الحدِّ من حوادث وإصابات العمل

  1. This was a really helpful read, appreciate it.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *