مخاطر بيئية
لا تقتصر مخاطر القنابل الفسفورية على القتل والحرق الذي يطال ضحاياها، بل يمتد تأثيرها إلى البيئة المحيطة، فتتسبّب بتلويث الماء والتربة، بعد أن تنهي مهمّتها في تلويث الأجواء بدخانها الخانق، وما ينتج عن ذلك من نوبات سعال شديد بين الأفراد، تكون مصحوبة بتهيّج في الجلد والأنسجة المعرّضة للدخان، كما هو الحال بالنسبة للفم والحلق والرئتين.
ووفقاً لرأي خبراء في وكالة حماية البيئة الأميركية، يعد الفسفور الأبيض من المواد الخطرة التي تلوّث الهواء، لذا تشدّد الوكالة على ضرورة متابعة رصد مستويات مادة الفسفور الأبيض في الأجواء في مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأميركية، وبالتحديد في المناطق التي تحوي منشآت صناعية تستخدم هذا النوع من المواد، أو في الأماكن التي تضمّ مرافق تابعة للجيش والتي تشهد تدريبات عسكرية، تنطوي على استخدام ذخيرة تحوي تلك المادة.
الفسفور الأبيض من الممكن دخوله أثناء التصنيع إلى البيئة أو استخدامه في الصناعات أو في الاستخدام عند الحروب ومن الممكن انسكابه بالخطأ أثناء نقله أو التخزين نفسه، وهنا تكمن الخطورة حيث يتسبب فيما يلي:-
- الفسفور الأبيض يتم العثور عليه في المياه والترسبات السفلية للانهار فضلا عن وجوده في البحيرات قرب المنشات التي تصنع هذه المواد.
- الفسفور الأبيض يتواجد في الهواء مما يتفاعل بسرعة مع الأكسجين لإنتاج مواد كيميائية غير ضارة نسبيا في دقائق بسيطة.
- الفسفور الأبيض يتفاعل في المياه مع الأكسجين ولكنه يتم في خلال ساعات أو في خلال أيام.
- يمكن أن يتواجد الفسفور الأبيض في مياه تحتوي على نسبة منخفضة من الأكسجين، وهذه الحالة يتمم تحلل الفسفور إلى مركب شديد السمية يسمى «فوسفين»، ويتبخر للهواء ويتحول لموادكيميائية أقل في الضرر.
- الفسفور الأبيض من الممكن تراكمه بشكل بسيط في أجسام الأسماك التي تعيش في البحيرات الملوثة.
- في حالة تواجده في التربة من الممكن التصاقه بالجزيئات ويتحول إلى مركبات أقل في الضرر، بجانب إنه يمكن ان يبقى على حالة لسنوات، عند تواجده في تربة عميقة أو رواسب بها نسبة من الاكسجين ليست كافية.
تأثيره في المياه
- ويؤكد مختصون في وكالة المواد السامة وسجل الأمراض الأميركية، أن بقايا مكوّنات قنابل الفسفور الأبيض يمكن أن تنفذ إلى المياه القريبة من مواضع استخدامها، كما وتستقر في رواسب الأنهار والأحواض المائية المحيطة، بفعل مياه الأمطار التي تعمل على سحب المخلّفات الكيميائية من تلك القنابل إلى مجارٍ مائية قريبة، إذ إن قابلية الفسفور الأبيض للتفاعل بسرعة مع الأكسجين في الهواء، تقلل من انتشاره إلى أماكن بعيدة عن مواضع استخدامه.
- وبحسب بيانات الوكالة، قد يتفاعل الفسفور الأبيض بشكل رئيس – في البيئة المائية – مع جزيئات الأكسجين الموجودة فيها، أو قد يبقى على حاله فترة زمنية تصل إلى عدة أيام من دون تفاعل، ليزيد ذلك من فرصة وصوله إلى أجسام الأسماك التي تعيش في تلك المياه، ما قد يتسبّب بموتها.
- كما ويهدّد ذلك صحة الأفراد الذين يعتمدون على تلك المياه لأغراض الشرب، إضافة إلى ذلك قد يؤدي تلوّث المياه إلى نفوق الطيور المائية التي تعيش في محيطها.
من هم الأكثر عرضة للإصابة بحروق الفوسفور الأبيض؟
- تشمل مجموعات الخطر المعرضة لحروق الفوسفور عمال مصانع الذخيرة، والصناعات الأخرى التي تستخدم مادة الفوسفور الأبيض، إضافةً إلى العسكريين أو المدنيين المستوطنين في مناطق الحرب حيث يُستخدم الفوسفور الأبيض.
- قد يتراكم الفوسفور الأبيض بكميات قليلة في الأسماك الموجودة في قاع البحيرات أو الأنهار المجاورة للمصانع التي تستخدم الفوسفور الأبيض مادةً أولية في منتجاتها، إلا أن ذلك نادر الحدوث، وقد نجد كميات من الفوسفور في الأسماك الموجودة في المياه الملوثة أو في طبقات التربة العميقة قليلة الأكسجين.
- أظهرت دراسة وحيدة أجريت على امرأة وابنتها كانتا تجمعان بعض الصخور بالقرب من تل أبيب، إذ أخذتا صخورًا صفراء شفافة ووضعتاها في منشفة ورقية مبللة، وعند فتحها اشتعل حريق أدى إلى إصابة الأم، ليتضح فيما بعد أن هذه الصخور هي فوسفور أبيض.
المصادر