الأساس العلمي لضمان سلامة الموقع والتحقيق الفعَّال
المقدمة:
يُعدُّ تحديد منطقة ونقطة بداية الحريق أحد أهمِّ المراحل في تحقيقات الحوادث؛ إذ تُمثِّل هذه المرحلة الخطوة الأولى نحو فَهْم آليَّة الاشتعال، وتقييم أسباب الحريق؛ سواء كانت عَرَضيةً أو جنائيةً. ويعتمد تحديد هذه المنطقة على مجموعة من المؤشرات الفنية والعلمية، تشمل: تأثيرات الحرارة، وأنماط الحريق، وديناميكيَّات انتشار اللهب، إلى جانب الأدلَّة المادية في موقع الحادث، كما يتطلَّب التحقيق دقَّة بالغة في تحليل المشاهدات، وفحص بقايا المواد والمُعدَّات الكهربائية، وغيرها من الأدوات الَّتي قد تُسْهم في كشف طبيعة الحريق، وطرائق اشتعاله. وفي ظلِّ تعقُّد أساليب إشعال الحرائق عمدًا، وتطوُّر تقنيات طَمْس الأدلة، تَبْرز أهميَّة المعاينة الميدانية المنهجية، والاستعانة بالرُّسوم التخطيطية الدقيقة لتوثيق موقع الحادث. ويناقش هذا المقال الجوانب المختلفة لتحديد منطقة بداية الحريق، وكيفيَّة فحص بؤرة الاشتعال، ومراحل التَّحقيق من جَمْع الأدلة إلى توثيق الحادث برسوم هندسية دقيقة، وَفْق منهج علمي متكامل يَدْعم كشف الحقيقة، وتحقيق العدالة.

منطقة بداية الحريق
يتمُّ تحديد منطقة بداية الحريق بتتبُّع انتشار النار في المنطقة الأقل تضررًا، والأقل تدميرًا حتى المنطقة الأكثر تدميرًا؛ حيث إنَّ المنطقة الأكثر تدميرًا تعتبر منطقة بداية الحريق في أغلب الحرائق, وهي المنطقة الَّتي اشتعلت فيها النار أطول فترة من غيرها, باستثناء وجود مواد سريعة الاشتعال، أو استمرار اشتعال النار في مواقع أكثر من مواقع أخرى أثناء الإخماد، أو توافر التَّهوية بشكلٍ أكبَر في مواقع أكثر من مواقع أخرى، وذلك لوجود كميَّة كافية من الأكسجين في المراحل الأولى من الحريق، فالغرفة أو المنطقة الأكثر تضررًا في المبنى في أغلب الاحتمالات تكون هي منطقة البداية، ولتحديد منطقة البداية يقوم المُحقِّق بفحص وتتبُّع عدَّة مؤشرات:
(1) مؤثرات الحرارة على المواد الموجودة من أخشاب ومعادن وزجاج وغيره.
(2) عُمْق التفحُّم.
(3) التَّرسُّبات الكربونية.
(4) شدَّة الحريق.
(5) مظاهر الاحتراق بالأجزاء العلوية.
(6) أنماط الحريق ومؤشراته (الساعة الرملية, وحرف V وحرف U).
(7) توقُّف آثار الحريق وحدوده.
(8) تساقط طبقات التَّكوين الخرسانـي، وابيضاض الجدران، وتشظي الخرسانة.
(9) تحديد ودراسة أنماط الاشتعال الصَّاعدة، وأنماط الاشتعال النَّازلة.
العوامل الرئيسة الَّتي يعتمد عليها في تحديد بداية الحريق:
بداية التَّحقيقات هي تحديد منطقة بداية الحريق، ومن ثَمَّ نقطة الحريق (بؤرة الحريق)، والتي تعرف بأنها موقع جغرافي تشكَّلت لطبيعة الحريق, متواجدة بشكل عام داخل الحريق الذي تكون فيه (بؤرة الحريق) ومنشؤه, أربعة عوامل تحدد الطرق الرئيسة لمعرفة بداية الحريق، ومصدره الأوَّل.
(1) الشُّهود (أقوال الشهود، والمعلومات والبيانات)، وما شاهدوه من دخان، واتِّجاه النار ومكانها.
(2) أنماط ومؤشرات الحريق وتأثيراتها.
(3) نقاط حدوث القوس الكهربائي، ورسم خرائطه.
(4) ديناميكيات النار وسلوكيَّاتها، وتأثرها بالعوامل المحيطة.
نقطة البداية
بعد تحديد منطقة البداية، والمتضمِّنة نقطة أو نقاط البداية، وبؤرة الحريق ومنشؤه، يقوم المحقِّق بما يلي:
- فحص منطقة بداية الحريق فحصًا شاملًا ودقيقًا، ودراسة تأثير النار على محتوياتها.
- رَفْع الأنقاض طبقةً بعد طبقة بحثًا عن الآثار التي تحتها، وتدوين تسلسل ما يجد، وتحديد موقعِهِ بقياس بُعْده العمودي عن الحائطين القريبين منه، وفحص كل ما يجد فحصًا دقيقًا، وتدوين ملاحظاته على كلِّ أثرٍ، وتحريزه حتى تزال جميع الأنقاض، فيفحص الأرضيَّة، ويُدوِّن ملاحظاته.
- دراسة أنماط انتشار النار من خلال التَّرسبات الكربونية على المواد التي لم تشتعل، أو من خلال شكل الاشتعال على المواد الَّتي اشتعلت جزئيًّا، وهي على شكل (7) عندما تكون صاعدةً، وعلى شكل (8) عندما تكون نازلةً، والعمل على تحديد نقطة أو نقاط بداية الاشتعال وَفْقًا لهذه الأنماط.
- فحص السَّطح السفلي للأجهزة والأغراض المنزلية الموجودة في منطقة البداية (مثل: تلفزيون، وثلاجة، وأثاث، وأرفف)، والتأكُّد أن آثار الحريق فيها أعلى من نقطة البداية؛ مما يدلُّ على صحة نقطة البداية، وفي حالة وجود نقاط اشتعال أسفل من نقطة البداية، تفحص المنطقة مرَّة أخرى لاكتشاف نقطة البداية الصحيحة.
- في حالة وجود عدَّة نقاط بداية، تُفْحص كل نقطة جيدًا، وتُوضَّح في التصوير والرسوم، ويوضح في التقرير تعدُّد النِّقاط نتيجةً لانتشار النار أو الشرر، أو من تحريك مواد مشتعلة أثناء الإطفاء، أو الفحص، أو إنقاذ المواد من الحريق، مع ملاحظة أن المواد المشتعلة المتساقطة تعطي مظهر نقاط بداية متعددة.
تحديد زمن بداية الحريق
يتمُّ تحديد زمن بداية الحريق تقريبيًّا بالاعتماد على عدَّة أمور؛ أهمُّها:
- دراسة طبيعة الحريق من كونها سريعة الاشتعال أو بطيئة.
- دراسة تيارات الحمل، وحالة الأبواب والمنافذ والمناور والفراغات الموجودة داخل منطقة الحريق، والَّتي تؤثر على سرعة الحريق.
- طبيعة وصفات المواد الموجودة في منطقة الحريق.
- آثار الحريق على الأشياء الموجودة في منطقة الحريق من درجات تفحُّم وانصهار معادن، وذوبان زجاج، وتصدُّع في الجدران والأسقف وغيرها.
- إفادة المُبلِّغ والشهود ورجال الإطفاء والموجودين في منطقة الحادث.
- ملاحظة تأثير النار على الأجهزة الكهربائية والميكانيكية الموجودة في مسرح الحادث من أجراس، ومصابيح كهربائية، وساعات، وغيرها.
- بيانات وتقارير الفحوصات، ونتائج العيِّنات والاستنتاجات الأوليَّة لحادث الحريق.
مرحلة تصوُّر كيف اشتعل الحريق
تطوَّرت أساليب افتعال حوادث الحرائق والانفجارات، وما يَتْبعها من جرائم جنائيَّة لتسير جنبًا إلى جنب مع تقدُّم العلم، ويتسابق فيها المجرمون في إيجاد أساليب جديدة لتنفيذ جرائمهم تكون أكثر دقةً حتى لا يكشف مُحقِّقو الحوادث عن هُويَّاتهم، لا سيَّما وأن محترفـي الإجرام يتَّخذون مَنْحًى خطيرًا باستخدام أساليب إجرامية متطورة، ووسائل تكنولوجية حديثة تتماشى بخطوات ثابتة مع التقدُّم العلمي، وأحيانًا قد تتفوَّق عليه، إلى جانب الدور الذي يقومون به في طَمْس آثار مواقع الحرائق، وتغيير معالم الجريمة بخِبْرتهم واحترافهم، وذلك بالتخطيط المُسْبق لها، ومراجعة إجراءاتها لتنفيذها بدقَّة واحترافية دون شك؛ ممَّا يجعل أنظار المحقِّقين تتَّجه نحو ما عملت له من مخرجات, وكأنَّ المجرمين في سباقٍ مع المُحقِّقين ورجال البحث الجنائي في تطبيق الأساليب العلمية المتطورة في ارتكاب الحوادث؛ ممَّا يصعب من مهمَّتهم في استجلاء الحقيقة المنشودة، ومهما يكن فغَرضُ مختلف الجهات الأمنية والقضائية والجنائية كان -ولا يزال- دائمًا هو معرفة الحقيقة، والوصول إلى المتسبِّب الحقيقي؛ لذلك نجد أنَّ المحقِّقين يستعينون بمختلف الوسائل العلمية والفنية الحديثة أثناء إجراء التحقيقات؛ أخذًا منهم بمعطيات ومُوَاكبة العصر الحديث، وتجميع الخبرات المتنوِّعة التي تُسْهم في اكتشاف حقائق الحوادث.
مرحلة جمع أدوات الاشتعال؛ مثل: أعواد الثقاب، أو ولَّاعة السجائر
قد يستخدم الجانـي في الحريق العمد عددًا من أعواد الكبريت في محاولات متكررة لإيصال النار إلى مواد يحتاج إشعالها إلى مصدرٍ حراريٍّ قويٍّ نسبيًّا، وحسَب طبيعة الحريق ومحتوياته ودرجة التدمير، فقد يعثر في أرضيات أماكن الحرائق على بقايا عيدان ثقاب متفحمِّة أو محترقة جزئيًّا, يمكن أن تشير إلى الأسلوب الذي تمَّ فيه بدء الاشتعال لإضرام الحريق بكامله، أو يمكن العثور على ولَّاعة سجائر بين الحطام، أو أجهزة حرارية لإحداث شرر.
مرحلة البحث عن الأدوات الَّتي تستعمل الحرارة في تشغيلها
في هذه المرحلة قد يشمل البحث عن الأجهزة الكهربائيَّة، ومواقد التَّدفئة بأنواعها، ومصابيح الكيروسين، وغيرها، ويجب في بعض الأماكن الخاصَّة بالحراسة الأمنيَّة، أو أماكن جلوس واستراحة العمال الَّتي يعتاد الحُرَّاس أو العمال الجلوس فيها في أوقات فراغهم، أو راحتهم للتدفئة، أو عمل مشروبات ساخنة؛ إذ غالبًا ما يُمَارسون هذه الأعمال دون ضوابط للسَّلامة والوقاية، وبعيدًا عن الأنظار، يحدث حريق بسبب الإهمال، وبسبب عدم اللَّامبالاة يمكن أن تمتدَّ النار إلى محتويات المكان القابلة للاشتعال مُتَسبِّبةً بحريقٍ وكارثةٍ كبرى، وهذا في حالة العثور على أكواب أو أوعية تستخدم -عادةً- في إعداد الشاي، ولتَجْهيز النارجيلة، أو تعميرة الشِّيشة.
مرحلة فحص الدوائر الكهربائية
تختلف حسَب طبيعة المكان، والغرض من تصميمه واستخداماته (سكن, ورشة, مصنع, مخزن, مكتب, مطبخ, محل)، ويمكن تقسيم الدَّوائر الكهربائية إلى عدَّة شبكات ودوائر بفولتيات وفازات مختلفة ومتنوِّعة، وحسَب طبيعة الاستخدام لهذه الدوائر, وشبكة الإضاءة، وشبكة توليد الكهرباء, وشبكات التَّهوية والشَّفط, ودوائر الأجهزة الكهربائية البسيطة لتشغيل الثلَّاجات، والغسالات، والكاويات، وأجهزة التدفئة، والمراوح الكهربائية، أمَّا الشبكة الأكثر تعقيدًا عادةً ما تُسْتعمل في الورش والمصانع والمعامل لتَغْذية الآلات والمُحرِّكات والأجهزة, وقد يلجأ الجانـي في الحرائق العمد إلى استخدام وسائل كيميائية أو ميكانيكية من شأنها تأخير ظهور اكتشاف الحريق من الخارج لفَتْرة تسمح له بالابتعاد عن المكان بحيث يصبح في مأمنٍ لإبعاد الشُّبهة عنه، وقد تستخدم بعض الفُيُوزات غير المناسبة عند تحميلها وتأثُّرها بالنَّقص، أو الزيادة، أو تلك القواطع التي لا تعمل آليًّا لفصل مصدر الكهرباء عند حدوث أي خللٍ, وقد يلجأ الجُنَاة إلى وَضْع أسلاكٍ بين الدوائر وشبكات الكهرباء عندما يكون التيار مفصولًا عنها, وبمجرَّد تشغيل أي مفتاح كهربائي، تعمل الدائرة وبها خللٌ؛ ممَّا ينتج عنه شرر، أو حدوث قوس كهربائي, غالبًا ما يكون بجانبه مواد سريعة الاشتعال, فينبغي التَّفتيش والفحص الدقيق عن مثل هذه الوسائل، أو أجزاء منها في الدوائر الكهربائيَّة.
مَحْضر المُعَاينة
1) البدء بتَدْوين ملاحظات المُعَاينة في موقع الحادث.
2) تحديد وقت الانتقال، ووقت الوصول، وحالة الموقف في موقع الحريق عند الوصول، وحالة الطقس والأحوال الجويَّة والرياح، ومدى الرُّؤية.
3) عنوان الحريق بشكلٍ واضحٍ ومُفصَّلٍ، وطبيعة النَّشاط الذي يمارس في موقع الحريق, ونوعيَّة المكان والجهة المالكة (حكومي, خاص, عام)، وعدد السَّاكنين أو العاملين، ومَنْ كان متواجدًا.
4) وَصْف المنطقة التي وقَع بها الحادث، والطُّرق الموصلة إليها، وطبيعة وتضاريس الموقع، والمعالم الرئيسة، والمخارج والمداخل، وحالة المبنى والأبواب والشَّبابيك، وجميع الفتحات من الخارج، ووَصْف الأضرار النَّاتجة في المبنى من الخارج.
5) وَصْف المبنى من الداخل؛ ابتداءً من المنطقة الأقل ضررًا حتى المنطقة الأكثر تدميرًا, وبداية الحريق، وذلك بفحص أنماط الاشتعال، وتتبُّع مساراتها وتأثيراتها على كل جزءٍ من أجزاء المبنى، ومحتويات ذلك الجزء.
6) وَصْف منطقة بداية الحريق وَصْفًا تفصيليًّا دقيقًا لمحتوياتها من أثاث، ودواليب، وفتحات، ووَصْف كلِّ ما يتواجد فيها بدقَّة، وبيان حالتها.
7) تحديد أماكن وجود الأدلَّة، أو الأماكن التي يحتمل وجود أدلَّة بها، ووَصْفها وصفًا دقيقًا.
8) التَّقييم المباشر، وتوضيح الأشياء المهمَّة، والإشارة إلى استنتاجات أوليَّة عن أسباب الحادث.
9) في حالة وجود جثث في موقع الحريق، يتمُّ وَصْفها، ومكان تواجدها بكل دقَّة، والوضع الذي كانت عليه، ووَصْف ما عليها من آثارٍ وجروحٍ وغيره, وهذا يتمُّ بحضور المُحقِّق الجنائيِّ.
10) عدم لَمْس أو تَحْريك شيءٍ من مكانه قبل الانتهاء من إجراءات المُعَاينة والفحص.
11) تدوين وتصوير جميع أنماط ونماذج الحرائق وتفسيراتها.
12) تقديم الإجراءات الأهم على المهم في الإثبات والوصف؛ لتفادي ضياع الأدلَّة والآثار الماديَّة مع طول الوقت، وبسبب التأخُّر، أو تلوُّث الدليل؛ ممَّا يُغيِّر من جدوى نتائجه.
13) جَمْع المعلومات والبيانات الأوليَّة عن الخسائر والإصابات البشريَّة والماديَّة.
14) عمل مُخطَّط ورسم توضيحي لأماكن حدوث القوس الكهربائي ونقاطِهِ.
15) كتابة مَحْضر المُعَاينة بجميع التفاصيل، وتسجيل كلِّ ما حدث أثناء ساعات المُعَاينة وفتَراتها.
16) يمكن للمُحقِّق المُعَاينة المتكرِّرة، ولفتَرات متفاوتة عند الاقتضاء والضرورة للتأكُّد من صحَّة الاستنتاجات، ودقَّة البيانات.
إعداد مَحْضر المُعَاينة
- يتمُّ إعداد مَحْضر المُعَاينة بمجرَّد الانتهاء من جميع إجراءات الفحص والمُعَاينة لمكان الحادث.
- وَصْف كلِّ صغيرة وكبيرة بمكان الحادث بالتفصيل، وبكل دقَّة وعناية.
- تحديد الخسائر البشريَّة الَّتي نتجت عن الحادث، وتوضيح وَصْف حالة المصابين والمتوفِّين، وأماكن تواجدهم، والموقع الذي تمَّت فيه المعاينة.
- عدم الاعتماد على عبارات مُبْهمة، أو فيها غموض، أو مُتَضمِّنة عدَّة تفسيرات أثناء الوصف والتعريف، وتحاشي الاختصارات غير الواضحة.
- تكون الكتابة بخطٍّ واضحٍ ومقروءٍ، والتأكُّد من عدم نسيان شيءٍ تمَّ أثناء المُعَاينة، ولم يُكْتب في المحضر.
- أن يتمَّ التوضيح في التقرير ما تمَّ من إجراءات توثيقيَّة أثناء مراحل التَّحقيق والمعاينة.
- الإشارة إلى الاستنتاجات المبدئيَّة من خلال المعاينة عن أسباب حادث الحريق إنْ تمَّ التأكُّد منها، والإجراءات التي اتُّخذت للتحفُّظ على مكان الحادث, مع الإشارة إلى أسماء بقيَّة الخبراء والمختصِّين، ومساعدي المحقِّق الذين حضروا المُعَاينة لموقع الحادث، أو الذين تمَّ طلب حضورهم لمعاينة موقع الحادث، أو جزء مُعيَّن منه.
- يُخْتم المحضر بتدوين جميع ما شُوهِدَ في المعاينة، وكتابة الوقت والتاريخ.
أهداف الرُّسوم التخطيطيَّة لموقع حادث الحريق:
1) توضيح علاقة الأشياء الموجودة ببعضها.
2) إعطاء نظرة لمسرح الحادث لا يمكن تَوْضيحها بالصور.
3) استبعاد الأشياء والموضوعات غير المهمَّة للتَّحقيق.
4) توضيح الأمور، وتنبيه الشُّهود وتذكيرهم أثناء الاستجواب، وأَخْذ الأقوال، وتلافـي الرجوع إلى موقع الحادث.
خطة إعداد الرَّسم التخطيطي لموقع الحادث:
(1) أن يكون الرَّسم المبدئي متناسق الأحجام، ولا يتطلَّب أن يكون بمقياس هندسيٍّ.
(2) يجب قياس وتوضيح المسافات والمقاسات والأبعاد، وأن يقوم المُحقِّق بضبط المقاسات بنفسِهِ.
(3) أن يُوَضح فيه رموز وتسميات ومفاتيح الرَّسم.
(4) أن يوضح العلاقة بين الأشياء المتحرِّكة، أو الَّتي يمكن نَقْلها، وتغيَّرت أماكنها بتصوير أماكنها الأصلية.
(5) يُوضَّح على الرسم الصور التي تمَّ أَخْذها في مسرح الحادث، وذلك بتحديد رقمها وموضعها.
(6) إلقاء نظرة عامَّة على المكان قبل الشُّروع في رسمه.
(7) بيان موقع المكان بالنِّسبة للجهات الأربع الأصليَّة، ويكون ذلك باستعمال البوصلة، أو الاستعانة بموقع الشمس، واتِّجاه الشمال المغناطيسي.
(8) رسم المخطط على ورقة منفصلة عن مَحْضر المعاينة.
(9) أن يُوضَّح على لوحة الرسم موقع الأدلَّة التي تمَّ رَفْعها من مسرح الحادث.
(10) يجوز عمل عدَّة لوحات لمسرح الحادث، كل لوحة تُوضِّح موضوعًا مُعيَّنًا.
إعداد الرُّسوم التخطيطيَّة النهائية لموقع حادث الحريق أو الانفجار
- يتمُّ إعداد الرُّسوم النهائية لموقع الحادث فور الانتهاء من إجراءات المعاينة بمقياس رسم هندسي واحد في كلِّ المخططات, باعتبار كل ملليمتر على الورقة يقابل متـرًا على الأرض بالنِّسبة إلى الأماكن الخارجية؛ كالمزارع والشوارع، واعتبار كل سنتيمتر على الورقة يقابل متـرًا على الأرض بالنسبة إلى الأماكن الداخلية؛ كالغرف والمنازل.
- أن يُوضَّح على لوحات الرسم اسم مكان الحادث، أو رقم الحادث وتاريخه، ومقياس الرسم، ولوحة الرموز، والتاريخ، واسم الضابط وتوقيعه.
- أن يُوضَّح على لوحة الرسم موقع الأدلَّة التي يتمُّ رَفْعها من مسرح الحادث.
- لإعداد الرُّسوم التخطيطيَّة لموقع الحادث يجب أن يكون الرسم المبدئي متناسق الأحجام، ولا يتطلَّب أن يكون بمقياسٍ هندسيٍّ, ويجب قياس وتوضيح المسافات والمقاسات والأبعاد، وأن يقوم المُحقِّق بضبط المقاسات بنفسه.
الخاتمة:
إنَّ تحديد منطقة بداية الحريق يُمثِّل جوهر التحقيق الفني، وأساس تعزيز إجراءات السلامة، فكلُّ مؤشر يُحلَّل بدقَّة يقرِّبنا من الحقيقة، ويحمي الأرواح والممتلكات من التكرار الكارثي.. إنَّ السلامة تبدأ من الفَهْم العميق لبداية الاشتعال.