يمكن تعريف منظومة التَّأريض بأنه اتصال كهربائي تمَّ عن قصدٍ بين جسم جهاز كهربائي أو شبكة أجهزة من جهةٍ، وكتلة الأرض من جهة أخرى، وذلك لتوفير مسار منخفض المقاومة الذي يختاره ويسلكه تيار التسريب للتفريغ الى الأرض، وكل ما يمرُّ من تيارات تسريب داخل منظومة التأريض هي تيارات غير مرغوب فيها تحدث نتيجة انهيار في العزل، أو تلف في المكونات الكهربائية، أو نتيجة الشحنات الإستاتيكية التي تتشكَّل على الهياكل المعدنية للمعدات الكهربائية والأجهزة إلى الأرض، وذلك لتوفير السلامة للمنظومة الكهربائية، وللعاملين في المنشأة.
والنظرية الأساسيَّة للتأريض هي الحفاظ والإبقاء لجهد أي جزء مُؤرَّض (أجسام الأجهزة، أو قطب التعادل وغيرها بنفس جهد الأرض لكي لا يكون هناك اختلاف في الجهد بين الشخص والأجزاء المؤرضة)، وبالتالي لا يتعرض الإنسان إلى صدمة كهربائية، وفي نفس الوقت نضمن استقرار في الشبكة الكهربائية.
سلامة التأريض:
يُعتَبر التأريض في أنظمة الطاقة الكهربائية أحد العناصر الأساسية لنقل وتوزيع واستخدام الكهرباء بشكلٍ آمنٍ، كما أنه يؤثر بشكل كبير على فعالية الحماية من الصدمات، والارتفاع المفاجئ للجهد الكهربائي، والحماية من الصواعق، كما أنه يؤدي وظائف أخرى ذات أهمية خاصة في المنشآت القابلة للانفجار، على سبيل المثال: المرتبطة بتفريغ الشحنات الكهربائية على الأرض.
ويسمح نظام التأريض المناسب بتهيئة الظروف التي تضمن التشغيل الصحيح والخالي من الأعطال للأنظمة الكهربائية والإلكترونية الحديثة، والأكثر تعقيدًا؛ لذلك لا غنى عن التأريض، وأيضًا لا غنى عن التحقُّق من الحالة الفنيَّة للتأريض في تقييم فعالية الحماية من الصدمات والحماية من الصواعق.
أهميَّة التأريض :
المخاطر الكهربائية الموجودة في المنشآت قد تؤدِّي إلى صدمات وصعقات كهربائية للعاملين، وإصابات بالغة، أو قد تؤدي إلى نشوب حرائق ناتجة عن ماس كهربائي نتيجة انهيار العزل للكابلات والوصلات والمحركات الكهربائية داخل المنشأة، وخاصة المنشآت الصناعية عالية المخاطر؛ مثل: الصناعات الكيماوية والبترول.
وفي كل الحالات يظهر الـ Safety Earthing وكأنَّه بدون فائدة؛ لأنه في حالة فصل كابل التأريض، فستستمر الماكينة أو الجهاز في العمل؛ ممَّا يعطي تصورًا وانطباعًا خاطئًا بأنَّ التأريض غير مهم؛ لأنَّ الماكينة تعمل بشكل جيد دون توصيل التأريض للماكينة، ولكن الجهاز سيستمر في العمل، لكن لو حدث أي تسريب داخلي، أو انهيار في العزل، وأصبح جسم الجهاز به ماس كهربائي، أو أصبح مكهربًا، فعندها سيعلم الجميع قيمة وأهمية منظومة التأريض الوقائي
ولذلك، فإنَّ اكتشاف الخطر، وقياسه من مصدره، أمرٌ حيويٌّ في تقليل خطر إصابة العاملين بالمنشأة، وتلف الخامات والمُعدَّات والممتلكات والعمليات الأساسية، ولذلك يعتبر استخدام التكنولوجيا الحديثة للتنبؤ باحتمالية وقوع مخاطر الكهرباء أمرًا ضروريًّا في الحدِّ منها، وتحقيق أقصى درجات السلامة المهنيَّة؛ حيث يمكننا حماية الأفراد والمُعدَّات الأساسية، والخامات في المراحل الأولى قبل وقوع الحوادث، ويمنع هذا حدوثها أو انتشارها، وبالرغم من التزام المنشآت الصناعية بالقواعد والأسس التي تُنظِّم وتحدد أنظمة الأمان والوقاية الخاصة بالأنظمة الكهربائية، إلا أن هناك استمرارًا في الصعق الكهربائي غير المباشر، والذي يكون السبب الرئيس له نظام التأريض؛ ولذلك فإنَّ هذة الأنظمة تفتقد نوعًا من الدقة والمتابعة المستمرة لنظام التأريض الوقائي للتأكُّد من سلامته وكفاءته، والذي يمكن تشبيهه بطوق النجاة، أو مظلَّة الهبوط؛ حيث تقدر قيمته عند الحاجة له فقط.
فوائد تفعيل نظم سلامة التأريض:
- الحد من مخاطر الصعق الكهربائي والصدمات الكهربائية غير المباشرة للعاملين بالمنشآت الصناعية، وتقليل نسبة الإصابات.
- رفع الروح المعنوية للعاملين.
- القضاء على المصدر الأساسي والرئيس لتعرُّض العاملين للصدمات الكهربائية غير المباشرة، وأيضًا السبب الرئيس والأساسي لنشوب حرائق في المنشآت الصناعية نتيجة ما يطلق عليه: (ماس كهربائي).
- توفير بيئة عمل آمنة وخالية من المخاطر الكهربائية في المنشأة الصناعية.
- رفع مستوى كفاءة وسائل الوقاية، ووسائل التنبؤ بالمخاطر الكهربائية.
- الحد من مخاطر الإصابة بالصعقات الكهربائية، أو نشوب حريق داخل المنشأة.
- الحد من الإصابات المهنيَّة، وحماية العاملين من الحوادث، وحماية المنشأة وما تحتويه من ماكينات، ومعدات، ومواد خام.
- خفض عدد ساعات العمل المفقودة نتيجة الغياب بسبب المرض أو الإصابة، وكذلك الحد من تكاليف العلاج والتأهيل والتعويض عن الأمراض والإصابات المهنيَّة.
- الحد من الخسائر الفادحة التي قد تصيب المنشأة، والمعدات والمواد الخام ممَّا سينعكس على تحسين وزيادة مستوى العمل للمنشأة، وبالتالي دفع القوة الاقتصادية للدولة للأمام.