مقالات المجلة

1- أهميَّة تكريس ثقافة السلامة في المنزل

سلامة المنزل هو مفهومٌ يشير إلى الوعي والتثقيف بالمخاطر والأخطار المحتمل حدوثها داخل المنزل، أو حوله، والتي قد تُسبِّب أضرارًا ماديةً، أو إصابات جسدية لمَن يعيشون داخله من أفراد المنزل، ويشمل ذلك: تخفيف المخاطر غير المرغوبة أو القوية، والوقاية منها بتطبيق معايير الاختبار والأبحاث، وتفعيل الإجراءات والتوصيات الوقائيَّة للسلامة والأمان في المنزل.

إنَّ التطوُّر التكنولوجي والعلمي الذي يشهده العالم اليوم، وما يصاحب ذلك من تطوُّرات متسارعة في مختلف مجالات الحياة، وتنوُّع الأدوات والمواد والمُعدَّات التي نستعملها- قد أفرز الكثير من السلوكيات، ومن المفاهيم الجديدة، وكذلك من الاحتياطات والإجراءات للتعامل مع كلِّ الأخطار التي ينبغي للإنسان معرفتها، وأَخْذ الحَيْطة والحذر من الوقوع في مُسبِّباتها حتى لا يصيبه أذى أو حادث بسببها 

ولا يوجد هناك مَنْ يتمنَّى أن يُصَاب بحادث يُفْقده حياته لا قدَّر الله، أو يُفْقده التمتُّع بما مَنَّ الله – عزَّ وجلَّ- به عليه من صحة، وعافية، وسلامة، حيث يمكن أن يُصَاب الإنسان بحادث أو أذيَّة بسبب الجهل بالمخاطر المحيطة به، أو بسبب الإهمال، وقلَّة الاهتمام بالمحاذير وبتعليمات الاستخدام،.

وبالتالي فإنَّ خطأً واحدًا غير مقصود قد يجعل الإنسان – ومع الأسف – يتألَّم لفترات طويلة قد تصل لسنوات، أو قد تُسبِّب الوفاة له.

وكما أنَّ السلامة والصحة المهنيَّة مسؤولية كل فرد في العمل، وهي من الأساسيَّات المرتبطة بعلاقته مع مَنْ حوله, كذلك فإنَّ موضوع الصحة والسلامة المنزلية هي مسؤولية كلِّ فردٍ من أفراد العائلة على اختلاف الأعمار والنشاطات التي يمارسها أفراد العائلة .

أهميَّة الصحة والسلامة في المنزل :

  • تُعْتبر مفاهيم الصحة والسلامة العامَّة على درجة عالية وكبيرة من الأهميَّة؛ كونها ترتبط بسلامة البيئة، وبحياة وصحة الإنسان وسلامته الصحيَّة والنفسيَّة من أي حادث، أو أذيَّة، أو مرض مهني لا قدَّر الله. 
  • ولمَّا كان المنزل هو بيئة نشاط وتواجد للإنسان لساعات طويلة من يومه, مع ما يتَرافق في هذه البيئة من استعمال لمواد وتجهيزات، والقيام بنشاطات مختلفة ترتبط بمخاطر عديدة تتطابق في كثيرٍ من الأحيان مع المخاطر الموجودة في كلِّ بيئات العمل بما فيها ذات الطبيعة الخطرة؛ كحقول النفط، والغاز، والصناعات البتروكيماوية, ولكن بنِسَبِ خطرٍ أقل طبعًا.

وبالتالي، كان لا بدَّ من الاهتمام الكبير، وتسليط الضوء على البيئة المنزليَّة، وعلى ما يضمن سلامة وصحة كلِّ أفراد العائلة من المخاطر المنزليَّة، ومن الحوادث والأضرار الَّتي يمكن أن يتعرَّضوا لها ضمن منازلهم, وأيضًا أهميَّة تكريس ثقافة الحذر، واتِّباع تعليمات الصحة والسلامة العامَّة دومًا, وتجنُّب المحظورات التي يمكن أن تتسبَّب بالحوادث, وتكريس هذه المفاهيم، وهذه الثقافة لدى الأطفال بشكل خاص، ولدى بقية أفراد العائلة بشكل عام, خاصةً أنَّ تكريس وتعزيز هذه الثقافة منذ الصِّغر سيُؤسِّس لجيلٍ واعٍ مثقفٍ صحيًّا وبيئيًّا، يؤمن بثقافة السلوك الآمن، ويَتَشرَّبها منذ نعومة أظفاره, وبالتالي سيتعزَّز هذا الفعل الإيجابي عند القاعدة الأساسية في المجتمع، ألا وهي الأسرة,

حيث إنَّ ثقافة وسلوكيات الصحة والسلامة العامة لدى جميع أفراد العائلة – وخاصةً عند الطفل لدى انطلاقه وتفاعله ضمن بقية بيئات الحياة والنشاط المجتمعي (الطريق المدرسة – الجامعة مراكز التدريب والبحث العلمي – بيئات العمل المختلفة أماكن الترفيه والتسلية أماكن التسوُّق المراكز الطبية والصحية أماكن العبادة… إلخ) – ستُكَرِّس لمجتمعٍ أكثر وعيًا وثقافةً, ولمجتمعٍ آمنٍ وسليمٍ من الحوادث والأضرار, وبما يضمن سلامة المجتمع بيئيًّا وصحيًّا بنِسَبٍ كبيرةٍ، والوصول إلى تعزيز وترسيخ الشعار: «درهم وقاية، خيرٌ من قنطار علاج»، فرديًّا ومجتمعيًّا, وهذا ما سيُعزِّز من مكانة مجتمعنا الحضارية بين الأمم والمجتمعات الأخرى؛ كون موضوع الصحَّة والسلامة العامَّة، وانخفاض معدلات الأمراض المهنيَّة، والوفيات، ونسب الحوادث، قد أصبح من المؤشرات الأساسية والدلالات التي يعتمدها الكثير من الهيئات الصحيَّة والمنظمات الدولية، وهيئات المقاييس العالمية، ومراكز البحث العلمي والاستقصائي الدولية كمؤشرات لمدى تطوُّر هذا المجتمع أو تأخُّره على المستوى العالمي.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *